1 معجزة في قمة ايفرست الأحد أكتوبر 24, 2010 10:18 am
لهفة شوق
:: مـــراقبة عــــــامة ::
مقطع فيديو
\/ \/
\/
http://www.ted.com/talks/lang/ara/ken_kamler_medical_miracle_on_everest.html
المحادثة من ترجمة : محمود أغيورلي
تدقيق الترجمة : أنور دفع الله
مدة المحادثة
20min & 50sec
يتحدث كين كاملير والذي أُختير كأفضل طبيب لعام 2002 بحسب مجلة نيويورك تايم عن معجزة طبية حدث في أعالي جبل إيفيرست حيث نجى أحدهم بعد أن غُمر لمدة 36 ساعة تحت الثلوج ويحاول أن يفسر ذلك الامر طبياً بواسطة صور دماغية وكين كاملير صعد إلى جبل إيفيرست أكثر من مرة فقد رافق حملات " ناشيونال جيوغرافيك " و " ناسا " العلمية والاستكشافية كطبيب فريق وتسلق جبل إيفيرست والذي يعلو 29035 قدم يمر بعدة مراحل شَرحهها كين كاملير في بداية حديثه قائلاً عن ذلك " هذه الطريق إلى قمة جبل إيفريست
إنها تبداً من المخيم الرئيسي على علو 17500 قدم ... والمخيم الرئيسي نُصب على إحدى الكتل الجليدية على إرتفاع 17500 قدم وانها أعلى نقطة يمكن لحيوان النقل " الياك " الوصول إليها قبل أن تضطر إلى أن تفرغ حمولتها ...
وهذه الحمولة التي أفرغوها من أجلي نقلت إمداداتي الطبية هذه بواسطة 4 من " الياك " وقد فُرغت في الخيمة وهنا أحاول جاهداً أن أُرتب هذه الحاجيات ...والمخيم الأول الذي يلي السابق أعلى ب 2000 قدم ومن ثم مخيم ثاني وأيضاً يعلو 2000 قدم عن سابقه ويدعى " القاعدة الغربية " والمخيم الثالث يقع في مركز " لهوتسي " وهو رابع أعلى مخيم في العالم .. ولكنه لا شيء أمام إيفيرست ومن ثم المخيم الرابع .. وهو المخيم الأعلى يبعد عن القمة 3000 قدم " ويمر متسلق الجبل بعدة مواقع خطرة مثل الشلالات الجليدة والتي تتحرك ببطىء والتي يسير المتسلق فيها وكأنه في أحجية كبيرة ناهيكم عن تسلق منحدرات بميول 45 درجة وأكثر ويتحدث كين كاملير عن إحدى محطات التسلق قائلا " خلال الطريق إلى القمة يمر المتسلق بممر يبلغ طوله 1500 قدم وهنا المتسلقون يتسلقونه دون حبال وسبب ذلك أن السقطة هنا حادة جداً على كلا الطرفين فإذا كنت متصلاً - بحبل - إلى أحدهم ووقعت بسبب الرياح سوف تسحبه معك إلى الأسفل لذا كل شخص يتسلق بمفرده وهو ليس طريق مستقيم على الإطلاق وتسلقه شديد الصعوبة وهنالك خطرٌ دائم بإحتمال السقوط لكلا الجانبين فإن سقطت إلى اليسار سوف تقع مسافة 8000 قدم إلى النيبال وإن سقطت إلى اليمين سوف تقع مسافة 12000 قدم إلى التيبت"
وما أن يصل الفريق إلى المخيم الرابع يصبح لديه 24 ساعة لكي يقرر إما المضي قدما الى القمة .. او العودة .. والذي حدث ذلك اليوم الذي يتحدث عنه كين كاملير هو عاصفة قوية جداً بعد أن قررت بعض الفرق المضي قُدماً بحسب قول كين وقد قتل بسببها عددٌ من المتسلقين الذين كانوا في حملة تسلق الجبل تلك .. ويذكر كين موقفاً صعباً واجهه فريقه عندما إستمع للكلمات الأخير لأحد أعضاء الفريق النيوزلندي وهو يحادث زوجته ويودعها ويقول كين عن ذلك الموقف ان "روب هال" كان من أقوى المتسلقين لدينا ولكنه كان متصلاً مع متسلق ضعيف آخر .. وقد رفض " روب هال"النزول وحده رغم محاولات اقناع فريقه أن يتخلى عن رفيق تسلقه لانه أضعف من أن يصمد .. والذي فارق الحياة بعد بضعة ساعات من رفضه ذاك .. ومن ثم وجد "روب " نفسه في موقف صعب للغاية إذ أن العاصفة أشتدت بحدة وخارت قواه تماماً ويقول كين كاملير عن ذلك "لقد كان " روب هال " ضعيفاً جداً لكي يستطيع النزول وحده مع هذه الرياح العاتية التي كانت تهب على ذلك الارتفاع وكان قد تجوز مرحلة الإنقاذ وقد علم ذلك في تلك اللحظة .. وسألنا أن نتصل بزوجته فقد كان يحمل جهاز راديو وكانت زوجته في منزلها في نيوزلندا وكانت حاملاً في الشهر السابع بإبنهما الأول وقد تم وصل " روب "و تحدثا للمرة الأخيرة وإختارا سويةً إسم مولودهم الأول ثم إنقطع الإتصال مع " روب " وقد كان هذا آخر شيء سمعناه منه "
لقد كان كين حينها في المخيم الثالث يستقبل المتسلقين ويحاول جاهداً معالجة ما يمكن معالجته .. وكان يرسل من يستطيع السير وحده الى المخيم الثاني ويضع من لا يستطيع ذلك تحت المراقبة ومن ثم حدث شيء غريب بحسب قول كين "لقد حدث شيء مدهش حيث خرج من العدم " بيك ويذرز " والذي أُخبرنا سابقاً انه قد فارق الحياة فقد تعثر إلى داخل الخيمة مثل المومياء ودخل إليها وتوقعت أن يكون مصعوق من الصدمة ولكنه في الحقيقة عندما دخل إلى الخيمة توجه إلي وقال " هاي - كين - أين تريدني أن أجلس ؟ " فقد كان بكامل وعيه .. ولكنه كان ملدوغ بالصقيع بصورة شديدة جداً فيديه بالكامل كانت بيضاء ووجهه وأنفه بالكامل كان قد حرقه بالصقيع ففي البداية يتحول إلى اللون الأبيض ومن ثم يصاب العضو الملدوغ بالصقيع بالخدر ومن ثم إلى اللون الأسود ومن ثم يقع ! إنها المرحلة الأخيرة .. كما الندبة تماماً
إذاً وبينما أنا أعالج " بيك " بدأ بالتحدث عما حدث هنالك في الأعلى فقد قال أنه قد ضاع في العاصفة وإنهار في الثلج وقد إستلقى هناك دون أي قدرة على الحراك وقد مر بقربه بعض المتسلقين ونظروا إليه وسمعهم يقولون " إنه ميت " ولكنه لم يكن كذلك فقد سمع ما قالوا ولكنه لم يستطع أن يتحرك على الإطلاق فقد كان في حالة شلل تام حيث يمكنه أن يعيَّ بما يدور حوله ولكنه لم يستطع أن يرمش بعينه لكي يشير على أنه على قيد الحياة لذا مر بقربه المتسلقون وقد بقي " بيك " مستلقياً هنالك لمدة نهارٍ .. ومن ثم ليلة ومن ثم نهارٌ آخر في الثلج ومن ثم قال لنفسه " لا أريد أن أموت لدي عائلة يجب أن أعود لها " وتلك الأفكار عن عائلته عن أولاده .. عن زوجته ولدت في نفسه طاقة كافية كافية لكي تحفزه لكي يقوم بالفعل بعد أن كان مستلقياً طويلا في الثلج لكي يتحرك ويجد طريقه عائداً إلى المخيم وقد أخبرني " بيك " هذه القصة بهدوء وقد صُعقت بها تماماً فلم أتخيل أن أحداً كان قد بقي في الثلج كل هذه المدة أن يتمكن من النهوض لاحقاً لانه من الواضح سيكون قد تعرض إلى إنخفاض درجة حرارة جسمه بصورة لا رجعة فيها " ويحاول كين كاملير تعليل الذي حدث بواسطة صور دماغية حيث يقول بداية" الذي أريد أن أقوم به اليوم هو إعطاء مثال حيّ عن كيفية إطلاق القوة عندما يكون الإنسان في موقف " حياة أو موت " وكيف يمكن لرغبة الإنسان بالبقاء إخراجهم من تلك المواقف "يبدأ كين كاملير بداية بصورة مقطعية حرارية للدماغ توضح الوضع الطبيعي لتدفق الطاقة في الدماغ وهي كالصورة التالية
ومن ثم يعرض صورة أخرى عن الحالة النهاية من موقف " البقاء والموت "
ويشرح كين كاملير الصورة السابقة قائلاً " نرى كيف أن الفص الجبهي مضيءٌ أكثر وهذا ما قد يكون قد مر به " بيك " عندما أدرك أنه في خطر فهو يركز بكل إنتباهه على ضرورة إخراج نفسه من هذا المأزق وهذه الأجزاء من الدماغ كانت قد بدأت تنطفىء فهو لا يفكر في هذه النقطة بعائلته أو أطفاله وهو يحاول أن يحرك عضلاته لكي يرفع نفسه مما هو فيه ..ولكنه الآن تخور قواه وبدأ يفقد طاقته فهو يعاني من برد شديد .. ولم يعد يستطيع أن يولد الطاقة في جسده - من عملية الإستقلاب الحيوي - وكما ترون ..
لم يعد هنالك نقاط حمراء وقد بدأ دماغه بالخمول وقد إنهار في الثلج هنا.. وقد بدى كُل شيء هادئاً هنا يوجد نقطة حمراء صغيرة بدأت تخور قوى " بيك " وهو في هذه الحالة في طريقه للوفاة..." ولكن المعجزة التي حدثت بحسب قول كين هي قدرة ذكرياته وأفكاره بتحفيز الدماغ بصورة كافية للتحرك بعد أن دخل بيك في مرحلة اللاعودة حيث يشرح ذلك التحفيز بقوله "بالذهاب إلى صورة مقطع آخر في حالة " بيك "
يمكنكم أن ترون أن القسم الذي يقع في وسط الدماغ قد بدأ يضيء - يمتلك طاقة - فقد بدأ بالتفكير بأسرته وقد بدأ بتشكيل الصور والذكريات والتي صنعت التحفيز لحمله على القيام وقد بدأ يولد الطاقة هنا في هذا القسم فقط من جراء فكرة ! وهذا ما يبدو عليه الدماغ بعد أن تُحركه فكرة للعودة إلى العمل هذا القسم من الدماغ يدعى " القشر الحزامي الداخلي " وهي المنطقة التي يعتقد الكثير من علماء الأعصاب أن إرادة البقاء تكمن فيها وهنا حيث يقرر الأشخاص قراراتهم وهنا تنمو إرادة البقاء وكما ترون .. هنالك تدفق للطاقة يحدث من جزء في وسط الدماغ من المكان الذي ظهرت منه صور عائلته وفي هذا القسم ... حيث إرادة البقاء
ومن ثم بدأ التدفق يقوى أكثر فأكثر حتى إلى هذه النقطة
والتي بدأت .. فعلاً عوامل التحفيز بالعمل وها هو يولد طاقة كافية في هذه المنطقة بعد نهار ثم ليل ثم نهار لكي يحفز نفسه للقيام وكما ترون هن
فقد بدأت الطاقة بالإزدياد في الفص الجبهي وقد بدأ بالتركيز .. هو يستطيع التركيز الآن وهو يفكر الآن بكيفية إنقاذ نفسه وقد بدأت الطاقة تُنقل إلى مقدمة الدماغ قد بدأت تخففي الوسط قليلا لأنه يستخدم الطاقة الآن في التفكير بما يجب القيام به لإنقاذ نفسه ومن ثم يُلاحظ نوعٌ من توزيع الطاقة بواسطة منطقة الأفكار وهنا هو لا يُفكر بعائلته الآن لأنه قد إستطاع أن يُحفز نفسه وقسم المخيخ .. حيث ستبدأ عضلاته بالتحرك وهو الآن يحرك نفسه بسرعة وقد بدأ قلبه ورئتيه يتسارعان في العمل " ومن ثم بحسب تحليل كين قام روب وسار حتى وصل الى المخيم الثالث حيث تلقى العلاج المتوفر حتى قدوم طائرة هيلكوبتر لإنقاذه في أعلى عملية إنقاذ في التاريخ وبعد وصولهم الى المخيم الرئيسي يقول كين أنهم جلسوا مع السكان المحليون لكي يتلوا الادعية والصلوات للمتسلقين الذين قضوا نحبهم آنذاك ويقول ان هناك عادةٌ في تلك المجتمعات وهي إشعال أوراق نبات العرعر وكتابة الصلوات على الأعلام لكي ترفع الى السماوات فيختم محادثته بقوله " يظن هؤلاء المرشدون المحليون أنه إن كتبت صلاتك على هذه الأعلام فإن الرسالة سوف تُحمل إلى الألهة وفي تلك السنة صلاة " بيك " قد أُجيبت "
ملاحظة : لقد توفي في تلك الحملة الاستكشافية ( سكوت فيشير- روب هال- آندي هاريس- دوغ هانسين- ياسوكو نامبا )
شُكراً كين كاملير
الموضوع الاصلي : معجزة في قمة ايفرست المصدر : منتديات أميرالرومنسية ماجد المهندس